بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 13 يونيو 2012

أسباب التغير المناخي وآثاره

ما هي أسباب التغير المناخي ؟

إرتفعت حرارة الأرض خلال السنوات المئة الأخيرة بنحو 0,75 درجة حرارية. وستسمر الحرارة بالإرتفاع بنحو 1,4 إلى 5.8 درجة حرارية حتى العام 2100 ما يشكل تغييراً سريعاً وعميقاً.

يشكل النشاط البشري السبب الرئيسي وراء هذا التغيير المفاجئ بفعل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وخصوصا غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) والميثان (CH4).
هذه الغازات هي طبيعية وضرورية للحياة لأنها تحافظ على الحرارة من خلال "الاحتباس الحراري".
الا أن إنبعاثها بكميات متزايدة وغير منضبطة، يؤدي إلى زيادة الحرارة بطريقة غير طبيعية وبالتالي إلى تغيير في نظام المناخ كله. وقد بلغت نسبة تركز هذه الغازات في الغلاف الجوي حدها الأقصى منذ 420000 سنة وذلك بسبب تزايد المصانع خلال قرن ونصف وزيادة إستهلاك البشر للطاقة بشكل كبير.


ماذا نقول للمشككين ؟

شهد كوكبنا حقبة تقلبات في الماضي البعيد (العصور الجليدية وموجات الحرارة). إلا أن هذه التغيرات حدثت بشكل طبيعي، وخلال فترات زمنية تمتد على مدى آلاف أو حتى مئات الآلاف من السنين. وأدت التقلبات الكبيرة إلى الانقراض الجماعي لبعض الكائنات (مثلاً الديناصورات !).
أما اليوم، فكوكبنا يتعرض لارتفاع في درجة الحرارة بمعدلات غير مسبوقة ولأسباب بشرية. ويمكن الحد من هذه الأسباب عن طريق الحد من إنبعاث الغازات المؤدية إلى الإحتباس الحراري.



آثار تغير المناخ : هل هذا التغير خطير ؟

بدأت آثار تغير المناخ بالظهور من خلال الكوارث (الفيضانات والجفاف والعواصف والحرائق ...) المتزايدة بشكل كبير. كما أن الفصول الأربعة أضحت غير متوازنة أكثر فأكثر، وقلت الثلوج واختلف هطول الأمطار بحسب المناطق ...

يمكن أن تؤدي هذه التغيرات إلى عواقب وخيمة قد تصل إلى انقراض أنواع كثيرة من النباتات والحيوانات، التي باتت مهددة بسبب التلوث وفقدان المأوى. وكذلك، وعلى الرغم أن البشر هم غير مهددون بالطريقة نفسها، إلا أن الحياة البشرية أصبحت عرضة للعديد من الصعوبات.
في الواقع، يؤثر تغيير المناخ على صحة الإنسان، إذ انه يؤثر على الهواء، مياه الشرب، الغذاء، السكن، وما إلى ذلك (بحسب منظمة الصحة العالمية).
تهدد هذه الظواهر المناخية مجتمعات بأكملها. يمكن لإرتفاع منسوب مياه البحر أن يبتلع بلدان بأكملها مثل بنغلاديش أو جزر المالديف. و قد يضطر السكان للانتقال، ومواجهة مجموعة متنوعة من المخاطر، بدءا من الاضطرابات النفسية وصولاً للأمراض المعدية.

قد يؤدي البرد الشديد أوالحرارة المرتفعة، إلى زيادة الوفيات وخاصة عند كبار السن. وقد تسهل الحرارة المرتفعة انتشار الأمراض التي تسببها الحشرات (الملاريا، الخ.)، عبر إطالة موسم انتشارهم وتوسيع نطاق توزيعها الجغرافي.
إن عدم وجود المياه الصالحة للشرب يؤثر أيضا على الصحة ويزيد من خطر بعض الأمراض.
تؤدي الحرارة والجفاف كذلك إلى اضطراب التربة مما يؤثر على الإنتاجية الزراعية ويزيد من مخاطر سوء ونقص التغذية. وقد يصبح هطول الأمطار أكثر ندرة، في كل مكان، وخاصة في المنطقة العربية، القاحلة إلى حد كبير، مما يهدد موارد مياه الشرب.

يؤثر الاحتباس الحراري على العالم بأسره. وقد ينتج عنه مشاكل عدة مثل الفقر، التراجع الاقتصادي، الأمراض، والزيادة السكانية، ...

قمة كوبنهاغن : ما هي ؟ وماذا كانت النتيجة ؟

بدأت الحكومات منذ الثمانينات بالتنبه إلى الحجم الحقيقي للمشكلة. وفي العام 1992 تم تبني اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التغييرات المناخية (UNFCCC). بموجب هذه الاتفاقية، بدأت الحكومات الموقعة (192 حتى الآن) بالرصد والإبلاغ عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري وإعداد استراتيجيات من أجل التغيير، ومساعدة الدول الفقيرة على التكيف مع تغير المناخ. تجتمع هذه الحكومات مرة كل عام منذ العام 1995 في مؤتمر الأطراف (COP) لمناقشة الإجراءات والبت فيها.
وقد شكلت قمة كوبنهاغن الإجتماع الخامس عشر، ومن هنا جاء اسم COP15.


في العام 1997، تم تبني " بروتوكول كيوتو " الذي يفرض على الدول الصناعية خفض انبعاثاتها بحلول عام 2012. حتى الآن، الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لم تعتمد هذا البروتوكول.
يحدد " بروتوكول كيوتو " الأهداف والإجراءات حتى عام 2012 فقط. ومن هنا الحاجة الى توقيع إتفاق جديد لتنظيم فترة ما بعد العام 2012.

نظرا لأهمية المشكلة وتعقيداتها، إندفع المجتمع المدني إلى ممارسة ضغوط شديدة على الدول المشاركة في قمة كوبنهاغن، لكي تتوصل إلى إتفاقية عادلة وملزمة قانونا لجميع الدول.

على أي حال، يتفق الجميع على أن COP15 قد فشل فشلا ذريعاً إذ اكتفت الحكومات المشاركة بمجرد " اتفاق سياسي " غير ملزم قانونيا ولا يحتوي على أهداف محددة تفرض على البلدان الصناعية التخفيف من الغازات المسببة للاحتباس الحراري.


ما هي المقرارت لعام 2010 ؟ هل لا يزال من الممكن إنقاذ الكوكب ؟

لم يتم تحقيق الهدف الرئيسي من قمة كوبنهاغن، ولا يزال العالم عرضة للخطر. لذلك، ستستمر المفاوضات في العام 2010، ويجب الضغط على رؤساء الدول للتوصل الى اتفاق مناسب في أسرع وقت ممكن، على الرغم من التأخير الحاصل.
من المقرر عقد المؤتمر القادم للأطراف (COP16) في كانون الاول من العام 2010 في المكسيك .ويجري التخطيط  للقاء " غير عادي " لشهر حزيران 2010 أو حتى قبل هذا التاريخ. ونتساءل هنا اذا كان التوصل إلى اتفاق في هذا الشأن قد يؤدي إلى تغيير في الساحة السياسية. هنا يكمن دور المجتمع المدني الذي يجب أن يصرخ بصوت أعلى لقادته لإعطاء الأولوية لهذه المسألة في برامجهم السياسية.

لانقاذ الكوكب، يجب عليهم التوصل الى اتفاق من شأنه أن يحافظ على إرتفاع درجة الحرارة بما يقل عن 1.5 درجة مئوية.

يجب على القادة السياسيين التحرك واتخاذ إجراءات عاجلة للتوصل الى تحديد ذروة الانبعاثات قبل العام 2020. كما يجب خفض الانبعاثات نهائياً بعد ذلك. يجب أن يتضمن هذا القرار طريقة لمساعدة الدول النامية والفقيرة على التأقلم مع العواقب الحتمية للتغيرات المناخية (إعداد الخطط، وبناء السدود، وتكييف الزراعة المحلية للظروف المناخية الجديدة، وما إلى ذلك).

ما هو دور الشباب في كل هذا ؟

أن شباب اليوم هم الأكثر تضررا من تغير المناخ، التي ستظهر عواقبه في العقود القليلة القادمة. لذلك على الشباب أن يلعبوا دوراً أكبر في هذه المفاوضات إذ أن الأمر يتعلق بمستقبلهم و حياتهم !
في الواقع، للشباب دور مهم في هذه المفاوضات. في العام 2009، نجحت " الحركة الدولية للشباب من أجل المناخ " في المشاركة بصفة مراقب رسمي لهذه العملية. ولجميع الحركات الشبابية في العالم الحق في المشاركة.

يكمن الهدف الرئيسي للشباب بتكثيف الضغوط على حكوماتهم لحثهم على تخفيف الانبعاثات على المستوى الدولي والحفاظ على وعودهم على الصعيد المحلي.
وأكثر من ذلك، على الشباب أن يبادروا للقيام بتغيير حقيقي في نماذج المجتمع : إستهلاك أقل لا يعني بالضرورة سعادة أقل. يجب القيام بإجراءات بسيطة واتباع نمط حياة يتلاءم مع الطبيعة للحفاظ على بيئتنا وبيئة الأجيال القادمة.


كيف يحدث الإحتباس الحراري؟؟


ما الفرق بين الطقس والمناخ؟ التغيرات المناخية والاحتباس الحراري؟؟

روابط تهمّك

Liens utilisés comme références :
Liens utiles :